جمال التلاوي يكتب: حين تضيع الهوية فى قصة هشام العطار للمرة الأولى أقرا للقاص/هشام العطار

هذه القصة المدهشة فى بساطة سردها و عمق دلالاتها.تبدأ القصة
و كانها رومانسية حول زوج بحتفل بعيد ميلاد زوجته. و فجأة تهرب منه اللغة و تتوه. يبحث فى قراءاته السابقة و فى المعاجم فلا يجد العبارة المناسبة التى بهنئ بها زوجته. عبارة من لغته المألوفة. و يذهب للجزيرة العربية للبحث عن جذور اللغة (طبعا مع ملاحظة الدلالة الحضارية و المرجعية الثقافية للجزيرة العربية )-. و يضطر يسأل عن متاجر و محال لبيع اللغة العربية فيجد انها تحولت للغة أعجمية. و فى النهاية يصل لمتجر قديم للغة يدفع فيه كل ما يملك من عمله فى الخليج ( لاحظ أيضا دلالة و مرجعية العمل فى الخليج ) فلا يكفى لاستعادة عبارة من لغته. فيدفع بالفيزا كل ما يملك فلا تكفى اموال استعادة عبارة من لغته. و بعود حزينا ليكتشف فقدان هويته !!!ل ببساطة و تلقائية و فنية عالية يضعنا /هشام العطار أمام ازمتنا الحضارية .. يضعنا امام استلابنا الحضارى و انساحقنا الحضارى و اغترابنا الحضارى فى لغة بسيطة مباشرة
جعل اللغة بل عبارة واحدة من اللغة معادلا موضوعيا لثقافتنا و حضارتنا و أزمتنا مع انفسنا قبل موجهة العالم.
هذه قصة متميزة . و تميزها فى مهارة السرد الذى لا يتعالم فبه السارد و لا يتفلسف و لا يعلو صوته السارد. و إنما ببساطة شديدة نكتشف ان القاص يضعنا امام ازمتنا الحضاربة الآنية.
تحية للقاص الموهوب/هشام العطار.
“كايرو تايمز”
قد يهمك أيضا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top