الشرقية .. عيد يليق بتاريخها.. بقلم: ابراهيم حامد

ابراهيم حامد
فى التاسع من سبتمبر من كل عام ، تفتح الشرقية قلبها على اتساعه ، وتستقبل عيدها القومى كما تستقبل الأم أبناءها العائدين من سفر طويل . هنا على أرضها الطيبة ، يمتزج عبق التاريخ بخصوبة الحاضر ، وتظل الذاكرة شاهدة على أن هذه البقعة لم تكن يومًا إلا ساحة للبطولة ، ومسرحًا للتضحيات .
منذ أن خطت دماء أجدادنا فوق ترابها كلمة الكرامة ، وحتى لحظة انتفاض أهلها فى وجه المستعمر الإنجليزى فى ميدان عرابى ، ظلّت الشرقية تنبض بروح المقاومة ، وتكتب سطورًا لا تُمحى من سفر الوطن . ليست مجرد محافظة ، بل ذاكرة أمة ، ووشم على جبين مصر لا يزول .
فى عيدها القومى ، لا نحتفل بتاريخ مضى وانتهى ، بل نستحضر أرواح الرجال الذين قالوا لا فى زمنٍ كان الصمت فيه أسهل وأيسر . نستعيد شجاعة الفلاحين الذين تركوا محاريثهم وانضموا إلى صفوف الثورة ، ونستحضر صور العرابى وصوت الفلاح الذى قال – لقد خلقنا الله أحرارًا ، ولن نستعبد بعد اليوم –
اليوم الشرقية لا تحتفل فقط بانتصارات الماضى ، بل تحتفى بإنسانها المعاصر ، بوجه الفلاحة التى تضىء الحقول مع الفجر ، بابتسامة الصبية فى المدارس ، بعرق العامل على خطوط المصانع ، وبحلم الشاب الذى يرى فى أرضها خصوبة لمستقبله وأحلامه .
كل عيد قومى والشرقية هى الضوء الذى لا يخبو ، والجذر الذى لا ينقطع ، والقصيدة التى يكتبها التاريخ بحبرٍ لا يجف .
ابراهيم حامد
نقيب الكتاب بالشرقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top