التخطي إلى المحتوى

الصحة النفسية والرفاهية للجميع بقلم :ماريا ميشيل .. اقرأ بجريدة منبر التحرير
الصحة النفسية والرفاهية للجميع
الصحة النفسية والرفاهية للجميع
ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com
مع حلول شهر أكتوبر من كل عام تدق أجراس اليوم العالمي للصحة النفسية الذي تتبناه منظمة الصحة العالمية لتنبه العالم أجمع بنشر الوعي النفسي وهذا العام يتجمع العالم تحت شعار «الصحة النفسية والرفاهية للجميع أولوية عالمية».
وما يتفرد به اليوم العالمي للصحة النفسية لهذا العام ليس فقط التركيز علي الصحة النفسية من جانبها السلبي الذي يركز علي الوقاية والعلاج من الأمراض النفسية المختلفة مثل القلق, الاكتئاب, الوسواس القهري وغيرها فحسب بل يركز علي الجانب الإيجابي وهو الرفاهية النفسية وهو مصطلح يعبر عن شعور الفرد بالرضا والسعادة لجودة الحياة.
ومن أهم الموضوعات التي تم مناقشتها هذا العام:
التحدي الذي يلحق بالعديد من جوانب الصحة النفسية، وذلك من قبل تفشي الوباء في عام 2019، كان هناك ما يقدر بواحد من كل 8 أشخاص علي مستوي العالم مصابًا باضطراب نفسى، في الوقت نفسه، لا تزال الخدمات والمهارات والتمويل المتاح للصحة النفسية في حالة نقص، وهي أقل بكثير مما هو مطلوب، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ففي عالمنا اليوم، نحو مليار شخص يعانون من مشكلة علي صعيد الصحة النفسية، إلا أنها تظل أحد جوانب الرعاية الصحية الأكثر تعرّضا للإهمال، وفي بعض البلدان، هناك فقط عاملان في مجال الصحة النفسية لكل 100 ألف شخص.
وأضافت المنظمة: «تسببت جائحة كورونا في أزمة عالمية للصحة النفسية والعقلية ولازالت تؤثر علي صحتنا النفسية، مما أدي إلي حدوث ضغوط قصيرة وطويلة الأجل وتقويض الصحة العقلية للملايين، تشير التقديرات إلي أن ارتفاع حالات القلق والاكتئاب علي حد سواء بأكثر من 25%، خلال العام الأول للوباء، في الوقت نفسه، تعطلت خدمات الصحة العقلية بشدة واتسعت فجوة علاج حالات الصحة النفسية نقص عالمي مزمن في موارد الصحة العقلية، و إنه في عام 2020، أنفقت الحكومات في جميع أنحاء العالم ما متوسطه 2% فقط من ميزانيات الصحة علي الصحة النفسية، بينما استثمرت البلدان ذات الدخل المتوسط الأدني أقل من 1%.
تأثير الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة والنزاعات التي طال أمدها والعنف وحالات الطوارئ الصحية العامة علي مجموعات سكانية بأكملها، مما يهدد التقدم نحو تحسين الرفاهية، حيث تم تهجير 84 مليون شخص قسرًا في جميع أنحاء العالم خلال عام 2021، لذا علينا تعميق القيمة والالتزام الذي نمنحه للصحة النفسية كأفراد ومجتمعات وحكومات ومواءمة هذه القيمة بمزيد من الالتزام والمشاركة والاستثمار وعلينا تعزيز رعاية الصحة النفسية، بحيث يتم تلبية احتياجات الصحة النفسية من خلال شبكة مجتمعية من الخدمات والدعم التي يمكن الوصول إليها وبأسعار معقولة وعالية الجودة.
موضوع اليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام يتيح فرصة للأشخاص الذين يعانون من حالات الصحة العقلية، والمدافعين، والحكومات، وأصحاب العمل، والموظفين، وغيرهم من أصحاب المصلحة للالتقاء للتعرف علي التقدم في هذا المجال والتحدث بصوت عالٍ حول ما يتعين علينا القيام به لضمان أن تصبح الصحة العقلية والرفاهية أولوية عالمية للجميع.
لا يزال الوصم والتمييز المحيطين بالاضطراب النفسي يشكلان عائقًا أمام الإدماج الاجتماعي والحصول علي الرعاية المناسبة، والأهم من ذلك، يمكننا جميعًا أن نلعب دورنا في زيادة الوعي حول التدخلات الوقائية للصحة العقلية، ويعتبر اليوم العالمي للصحة النفسية فرصة للقيام بذلك بشكل جماعي.
أماكن العمل وأبرز مشكلات الصحة النفسية:
أظهر تقرير منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية في العالم، الذي نُشر في يونيو 2022، أنه من بين مليار شخص يعانون من اضطراب عقلي في عام 2019، عاني 15% من البالغين في سن العمل من اضطراب عقلي، يعمل علي تضخيم القضايا المجتمعية الأوسع نطاقا التي تؤثر سلبا علي الصحة النفسية، بما في ذلك التمييز وعدم المساواة.
يعتبر التنمر والعنف النفسي (المعروف أيضًا باسم «المهاجمة») شكوي رئيسية من المضايقات في مكان العمل والتي لها تأثير سلبي علي الصحة العقلية، ومع ذلك تظل مناقشة أو الكشف عن الصحة العقلية من المحرمات في أماكن العمل علي مستوي العالم.
قال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية: «حان الوقت للتركيز علي التأثير الضار الذي يمكن أن يحدثه العمل علي صحتنا النفسية»، «الصحة النفسية السيئة يمكن أن يكون لها أيضًا تأثير موهن علي أداء الشخص وإنتاجيته، حيث يُقدَّر فقدان 12 مليار يوم عمل سنويًا بسبب الاكتئاب والقلق اللذين يكلفان الاقتصاد العالمي ما يقرب من تريليون دولار.
وأيضا نظرًا لأن الناس يقضون جزءً كبيرًا من حياتهم في العمل – فإن بيئة العمل الآمنة والصحية أمر بالغ الأهمية.
وعليه دعت منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية إلي اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة مخاوف الصحة النفسية لدي السكان العاملين.
قال جاي رايدر، المدير العام لمنظمة العمل الدولية: «نحن بحاجة لبناء ثقافة وقائية حول الصحة النفسية في العمل، وإعادة تشكيل بيئة العمل لوقف وصمة العار والإقصاء الاجتماعي، وضمان شعور الموظفين الذين يعانون من حالات الصحة العقلية بالحماية والدعم».
وتوصي الدلائل الإرشادية العالمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن الصحة النفسية في العمل بإجراءات لمعالجة المخاطر علي الصحة النفسية مثل أعباء العمل الثقيلة والسلوكيات السلبية والعوامل الأخري التي تسبب الضيق في العمل، ولأول مرة، توصي منظمة الصحة العالمية بتدريب المديرين لبناء قدراتهم علي منع بيئات العمل المجهدة والاستجابة للعمال الذين يواجهون ضائقة، وأيضًا تلبية احتياجات العمال الذين يعانون من حالات نفسية، واقتراح تدخلات تدعم عودتهم إلي العمل، وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من حالات صحية نفسية حادة، توفر تدخلات تسهل دخولهم إلي وظائف مدفوعة الأجر، والأهم من ذلك، حماية العاملين في مجال الصحة، والعاملين في المجال الإنساني، وعاملي الطوارئ.
مبادرة «مقاعد الصداقة» فيفا قطر 2022 لتعزيز الصحة النفسية
تم إطلاق مبادرة الصداقة الفريدة لتعزيز الصحة النفسية، والتي تضم الدول المتنافسة في بطولة «كأس العالم فيفا قطر 2022» التي استضافتها دولة قطر من 21 نوفمبر حتي 21 ديسمبر 2022.
وتم الإعلان عن هذا المشروع الفريد من نوعه والذي يتضمن مقاعد عامة مصممة خصيصا لتعزيز الأهمية الحاسمة للصحة النفسية، والدور الذي يمكن أن تلعبه كرة القدم والرياضة علي نطاق أوسع لتعزيز الصحة النفسية.
حيث تم تخصيص 32 «مقعد صداقة» – واحد لكل دولة متنافسة في كأس العالم فيفا قطر 2022 – لتركيبها في مواقع بارزة في الدوحة، بما في ذلك مناطق ملاعب البطولة.
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، إن فكرة المقعد علي بساطتها وسيلةُ فعالة للترويج للصحة النفسية، من مقاعد الحدائق إلي ملاعب كرة القدم».
وأضاف: «يذكرنا مشروع مقاعد الصداقة كيف أن مجرد الجلوس للحديث يمكن أن يحدث فارقا كبيرا بالنسبة للصحة النفسية.
وقالت الدكتورة حنان الكواري، وزيرة الصحة القطرية، إن الصحة النفسية عنصر جوهري في شراكة الرياضة من أجل الصحة والهدف الذي نصبو إليه هو أن تتيح «مقاعد الصداقة» مكانًا، خلال بطولة كأس العالم وبعدها، يجتمع فيه المقيمون والزائرون في قطر ليسأل كل واحد منهم الآخر «هل أنت بخير؟» ويستفيدون من هذه الفرصة لتبادل الحديث وممارسة الأنشطة البدنية».
وهذه المبادرة هي جزء من مشروع بطولة كأس العالم الصحية لعام 2022، حيث تضافرت جهود منظمة الصحة العالمية وقطر مع جهود الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لإنجازه.
ويهدف المشروع إلي ضمان تنظيم بطولة صحية ومأمونة لكأس العالم فيفا قطر 2022 من خلال جعل هذا الحدث نموذجا مؤثرا ومستداما وراسخا يعزز التكامل بين الصحة والأمن والرفاهية في الأحداث الرياضية الكبري التي ستنظم مستقبلا.
تقوم الركائز الرئيسية لمشروع بطولة كأس العالم الصحية لعام 2022 علي دعم الأفراد في ممارسة أساليب حياة صحية، بسبل منها النشاط البدني، واتباع نظام غذائي صحي والكف عن تعاطي التبغ ومكافحته، وتعزيز الأمن الصحي، مع التركيز علي ضمان السلامة في التجمعات والأحداث الحاشدة وأنشطة الدعوة وإذكاء الوعي بالصحة.
إضاءة برج القاهرة باللون الأخضر
اهتمت وزارة الصحة والسكان، بالصحة النفسية للمواطنين من كافة الشرائح العمرية، و للتعبير علي ذلك وتمت إنارة برج القاهرة وجميع مستشفيات الأمانة العامة للصحة النفسية باللون الأخضر
(وهو لون شعار اليوم العالمي للصحة النفسية )، وعددهم 21 مستشفي في 15 محافظة ليلة الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية الموافق الاحد 9 اكتوبر 2022، وكانت لقطة مميزة للشعب المصري.
تقيم الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان العديد من الأنشطة والفعاليات عبر جميع المستشفيات التابعة لها في المحافظات.
إقامة الانشطة الرياضية و الترفيهية وعقد الندوات
واستضافت مستشفي أسيوط للصحة النفسية وعلاج الإدمان، يوم ١٠ أكتوبر ندوة علمية ألقت فيها كلمة الافتتاح الدكتورة منن عبدالمقصود، الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، وحاضر فيها دكتور وجيه عبدالناصر، أستاذ الطب النفسي بجامعة أسيوط حول «التوعية عن ظاهرة الانتحار»، ثم محاضرة دكتور علاء درويش، أستاذ الطب النفسي بجامعة أسيوط بعنوان «الجديد في علاج الإدمان». بعد انتهاء الندوة افتتحت الدكتورة منن عبد المقصود قسم جديد لعلاج الإدمان وعيادة العلاج النفسي بالمستشفى.
وبالتزامن مع ذلك أقامت مستشفيات الأمانة العامة للصحة النفسية احتفالاتها بإقامة العديد من الأنشطة العلمية مثل الندوات التثقيفية للمرضي وذويهم داخل المستشفيات، بالإضافة للأنشطة الترفيهية للأطفال المترددين علي العيادات بالمستشفيات، بجانب الأنشطة الثقافية والفنية والألعاب الترفيهية والمسابقات بالمستشفيات، وكذلك إقامة ماراثون جري داخل نادي ماتريكس نظمته مستشفي طنطا خارج المستشفى، وماراثون بأسيوط وماراثون رياضي آخر داخل مستشفي الخانكة، ومباريات في كرة القدم للمرضى.
قد يهمك أيضا

التعليقات

اترك تعليقاً