كلمة الفنان العالمى دكتور فريد فاضل فى ندوة موسوعة محو الأمية البصرية علم الخيال
وقريبا كلمة الكاتب الصحفى والمؤرخ الكبير محمد الشافعى .رئيس تحرير دار الهلال السابق
” الثقافة أبعاد البصرية”
محاضرة الفنان العالمى دكتور .فريد فاضل
لكى نفهم أهداف محو الأمية البصرية فإنه يجب أن نقف على تعريف ” الثقافة البصرية” ، فإذا ما كانت محو الأمية بمفهومها المتعارف عليه هو تمكين الإنسان من القدرة على القراءة و الكتابة بلغة ما ، فإن محو الأمية البصرية موضوع أكثر تعقيدا ، فالمعرفة البصرية مجال غنى و له أفرع و أبعاد متعددة تنمو و تزدهر فى المراحل العمرية المتعاقبة :-
١ * مرحلة تعرف الطفل على الأشياء المحيطة به و معرفة مسمياتها
٢* مرحلة إدراك الفروق الطفيفة بين أشياء أو كائنات من نفس النوع او الفصيلة. . . و يكتسب المرء فى هذه المرحلة معرفة أكثر دقة بكل ما يحيط به ، و لا يخفى على أحد الدور الهام للمدرسة و البيت فى توفير المعلومات الصحيحة الدقيقة التى تبنى اساسا متينا للمعرفة البصرية فى هذه المرحلة .

٣*مرحلة ارتباط الثقافة البصرية بالتخصص الدراسى ، و هنا يبدأ الطالب الجامعى دراسته فى مجال ما ، فالمهندس يتعرف على الأشكال الهندسية و رسوم الماكينات و التروس و الروافع و المعادلات الحسابية و تصميمات معمارية معقدة . . . و الطبيب يدرس تشريح الجسد الإنسانى بالتفصيل و يقوم برسم الهيكل العظمى و العضلات و الأعضاء الداخلية و علم الأنسجة و شكل الخلايا . . . إلخ ، أما الفنان فتخصصه يستدعى بناء أرشيف غنى من صور و أشكال و مجسمات و منسوجات و أعمال فنية خالدة يستدعى كل منها فى حينه حتى تكمل رؤيته الفنية و صقل موهبته بالثقافة البصرية بمعناها الأوسع .


٤*مرحلة الثقافة البصرية العامة ، و هنا يكون الفرد قد نضج فكريا و اجتماعيا و صارت له/لها أسرة صغيرة يكون مسؤلا عنها . . . و أهمية توسيع الإدراك البصرى هنا يكمن فى الوظيفة التربوية للوالدين و إحساسهم بواجبهم نحو الأبناء ، فدور الوالدين أساسى فى توعية الأبناء بأهمية التذوق الفنى و مشاهدة و استيعاب التراث الحضارى القومى و العالمى ، فيصطحبونهم إلى المتاحف و المعارض و الحدائق و الأماكن الأثرية و يشترون لهم الكتب المصورة كحافز على إجراء بحث عن موضوع معين على شبكة الإنترنت.

و فى النهاية يجب التنويه لنتائج التمتع بالثقافة البصرية فى أى مجتمع ، فالتهذيب بالفنون و الثقافة الرفيعة ينعكس بدوره على كيانات الأمم و تحضرها و تقدمها فى جميع المجالات ، و الثقافة البصرية ليست رفاهية يمكن الاستغناء عنها ، بل هى ركيزة اساسية لتحضر و تقدم الشعوب . و لا نغفل ان الذوق العام لأى مجتمع يتشكل بالثقافة البصرية و ينحدر إلى أسفل فى غيابها ، فكيف يدرك الإنسان أيا كان الفرق بين ما هو جميل و راق و رفيع المستوى و بين ما هو متدنى و فج و سيىء و عديم الذوق دون أن تكون له مرجعية جمالية قد تشكلت و نضجت على مدى مراحله العمرية المختلفة ، و هناك ارتباط واضح بين الأخلاق و علم الجمال كما شرحه الفلاسفة من أفلاطون إلى إيمانيويل كنت ، و دعونى اختم بيت من شعر أحمد شوقى ؛ إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
وفقنا الله إلى ما فيه الخير لمصرنا الغالية
فريد فاضل
١٩ ديسمبر ، ٢٠٢٢
قد يهمك ايضا
التعليقات