رحيل قامة رياضية وتربوية: خالد سليمان ناصر العريفان في ذمة الله

ودّع أهالي الجهراء ومحبو الرياضة وأبناء المؤسسات التربوية واحدًا من أبرز رجالاتهم، وهو خالد سليمان ناصر العريفان، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى عن عمر ناهز 78 عامًا. ومن المقرر ان تتم صلاة الجنازة عليه بعد صلاة العصر، ليوارى جثمانه الثرى في مقبرة الصليبيخات، وسط حضور غفير من الأهالي والمعارف وطلاب العلم والرياضيين الذين عرفوا فضل هذا الرجل ومكانته.
رجل من طيب الجيرة ونبل الأخلاق
كان الراحل مثالًا للجيرة الصالحة وللخلق الرفيع. عرفه جيرانه بالهدوء، والطيبة، ومحبة الناس، وحرصه على فعل الخير. وقد شهد له إمام مسجد عثمان السعيد – كما شهد له كل من عرفه – بأنه من المحافظين على الصلاة ومن رواد المسجد الدائمين، مما يعكس جانبًا مهمًا من شخصيته المستقيمة وحياته القريبة من الله.
وفاجأ خبر وفاته الكثيرين ممن أحبوه وقدّروا مكانته، فنعاه المقربون بكلمات ملؤها الألم والرجاء بالرحمة، قائلين: “إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اجعل الفردوس الأعلى منزله ومأواه.”
مسيرة رياضية مشرّفة… لاعب وقائد وإداري متميز
لم يكن خالد العريفان رجلًا عاديًا في الساحة الرياضية. فهو أحد أبرز لاعبي نادي الجهراء لكرة السلة في جيله، كما مثّل المنتخب الوطني الكويتي في المحافل والبطولات، ليكون جزءًا من جيل صنع حضور منتخب الكويت في اللعبة.
وكانت بصمته الأكبر عندما أصبح أول جهراوي يتولى رئاسة اتحاد كرة السلة، في خطوة اعتبرها كثيرون إنجازًا استثنائيًا ورمزًا لنجاح أبناء المنطقة. وقد عُرف بين اللاعبين والمدربين والإداريين بأنه قدوة حسنة، ونموذج راقٍ للإدارة الهادئة والمتوازنة، التي تبحث دائمًا عن مصلحة اللعبة واللاعبين.

وقد عبّر كثير من زملائه والرياضيين عن مكانته، مؤكدين أنه كان “نموذجًا مميزًا نحتاج مثله في الاتحادات الرياضية”، لما حمله من أخلاق ولطف وصدق واجتهاد.
مسيرة تعليمية وتربوية تمتد لعقود
لم يقتصر عطاؤه على الملاعب فقط، بل امتد أيضًا إلى المؤسسات التعليمية. حيث شغل منصب العميد المساعد الأسبق في عمادة شؤون الطلبة في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب. وهناك، عرفه الطلبة وزملاؤه كإنسان ودود، راقٍ في التعامل، قريب من الطلاب، يقدم الدعم لهم ويساهم في حل مشكلاتهم بروح الأب والأخ الأكبر.
كان “بوسليمان” كما يُعرف بين محبيه، رمزًا للبساطة والتواضع، يجمع بين الحزم في العمل والرحمة في التعامل، وهو ما جعله محبوبًا لدى الجميع دون استثناء.
أثر لا يُنسى… وقلب سيظل حاضرًا
رحيل خالد العريفان لم يكن حدثًا عابرًا، فقد ترك في نفوس من عرفوه أثرًا طيبًا وذكرى خالدة. أما في قلب الجهراء، فقد فقدت المدينة واحدًا من أبنائها البارزين، ورمزًا جمع بين الرياضة والتربية والأخلاق.
رسالة عزاء
يتقدم الجميع بأصدق مشاعر العزاء والمواساة إلى أبنائه:
سليمان – مبارك – وإلى آل عريفان الكرام، سائلين المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان.
ختامًا:
رحم الله الأستاذ خالد سليمان ناصر العريفان، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن كل خير قدّمه لوطنه وطلابه وأهله ومجتمعه.
فقد كان – ولا يزال – مثالًا يُحتذى به في الخلق، والعمل، والعطاء، وحسن السيرة بين الناس.