بعد وفاته: من هو حسن النيفي ويكيبيديا

فرنسا: وفاة الشاعر والسياسي والمعتقل السابق حسن النيفي. فمن هو؟
وفي التفاصيل:
توفي اليوم الخميس 18ديسمبر 2025 ابن مدينة منبج “حسن النيفي” الذي قضى نحو خمسة عشر عامًا في معتقلي تدمر وصيدنايا، وترك وراءه إرثًا ثقافيًا غنيًا تمثل في ثلاث مجموعات شعرية، إلى جانب مئات المقالات والحوارات في الشأنين الأدبي والسياسي.
فبعد خروجه من المعتقل، واصل حسن نضاله السلمي ضد نظام الأسد، مؤمنًا بالكلمة الحرة والفعل المدني طريقًا للتغيير.
ومن منفاه، عاش فرحة التحرير وسقوط حكم الأسد القمعي، غير أن الموت باغته قبل أن تتاح له فرصة العودة لينعم بالحرية والاستقرار في وطنه.
حسن النيفي
توفي حسن اليوم الخميس 18 ديسمبر/كانون الأول 2025، وهو معتقل سياسي سوري سابق وشاعر، عُرف بتجربته الطويلة في السجون السورية خلال فترة حكم الرئيس حافظ الأسد، حيث قضى نحو خمسة عشر عامًا متنقلًا بين عدد من السجون المدنية والعسكرية، أبرزها سجن عدرا وسجن تدمر العسكري. وثّق تجربته القاسية في السجن من خلال نتاجه الشعري، الذي صدر لاحقًا في ديوان حمل عنوان «رماد السنين».
الاعتقال
اعتُقل حسن على خلفية نشاطه السياسي، وكانت بداية اعتقاله في أحد السجون المدنية، والتي وصفها لاحقًا بأنها كانت أقل قسوة من السجون العسكرية، إذ لم يكن المعتقلون فيها يتعرضون للضرب أو التعذيب.
في عام 1991 صدر عفو رئاسي يُعد الأول من نوعه شمل معتقلين سياسيين خلال فترة حكم الرئيس حافظ الأسد، غير أن هذا العفو كان مشروطًا. فقد طُلب من السجناء التوقيع على وثيقة أمنية تتضمن ثلاثة شروط رئيسية:
إعلان الانسحاب من الحزب والتنصل من النشاط السياسي.
إبداء الندم وإدانة الماضي السياسي.
التعهد بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وتقديم المعلومات لها.
رفض حسن، إلى جانب 18 معتقلًا آخر، التوقيع على هذه الوثيقة، ما أدى إلى عدم شمولهم بالعفو.
سجن عدرا والمحاكمة
نُقل حسن ورفاقه إلى سجن عدرا في ريف دمشق، ثم أُحيلوا إلى محكمة أمن الدولة، حيث استمرت جلسات المحاكمة قرابة عامين. قضى في سجن عدرا نحو أربع سنوات، وصفها لاحقًا بـ«المرحلة الذهبية»، نظرًا للسماح باستقبال الزوار كل خمسة عشر يومًا، وإتاحة قراءة الكتب والاستماع إلى الراديو.
استثمر حسن تلك الفترة في القراءة المنهجية، ما أسهم في توسيع آفاقه المعرفية في مجالات الفكر والتاريخ والأدب والفلسفة.
في عام 1994 صدر بحقه حكمان بالسجن، الأول لمدة 15 عامًا والثاني لمدة 8 سنوات، وتم دمج العقوبتين وتطبيق الحكم الأشد.
سجن تدمر العسكري
في أواخر عام 1995 عُرضت على المعتقلين مساومة جديدة من قبل ضباط أمن كبار، تقضي بالإفراج عنهم مقابل التوقيع على وثيقة أمنية. وافق بعض السجناء على العرض، فيما رفض آخرون تبعًا لظروفهم الشخصية والصحية، وكان حسن من بين الرافضين.
بعد ذلك نُقل إلى سجن تدمر العسكري مع مجموعة من المعتقلين السياسيين، بينهم منتمون إلى حزب البعث العراقي والحزب الشيوعي. أمضى في تدمر ست سنوات وصفها بأنها الأقسى في مسيرته الاعتقالية، حيث تعرض لتعذيب وضرب يومي، وظروف اعتقال شديدة القسوة شملت:
- النوم الإجباري على الأرض.
- البرد القارس.
- الجوع ونقص الطعام.
- ضغوط نفسية ومعنوية شديدة.
النشاط الأدبي
خلال سنوات اعتقاله، كان حسن ينظم الشعر ذهنيًا ويحفظه دون تدوين. وبعد الإفراج عنه، أصدر ديوانًا شعريًا بعنوان «رماد السنين»، ضم قصائد كُتبت في الذاكرة خلال سنوات السجن، وعكست تجربة الاعتقال ومعاناة السجناء.
الإفراج والعودة إلى منبج
في أواخر شهر حزيران من عام 2001، وبعد تولي الرئيس بشار الأسد السلطة، صدر قرار بإخلاء سجن تدمر وسجن المزة العسكري، ونقل المعتقلين إلى سجن صيدنايا بريف دمشق. كان حسن ضمن الدفعة الأخيرة التي نُقلت بتاريخ 11 آب، وقضى هناك آخر ثلاثة أشهر من مدة اعتقاله، واعتبر تلك الفترة بمثابة مرحلة نقاهة مقارنة بسنواته في تدمر.
عند الإفراج عنه وعودته إلى مدينة منبج، كان أكثر ما يشغله معرفة ما إذا كانت والدته ما تزال على قيد الحياة. وبعد وصوله علم بوفاتها، وهو ما شكّل صدمة إنسانية عميقة، وصفها لاحقًا بأنها الألم الأكبر الذي لم يشعر بمثله حتى خلال سنوات السجن والتعذيب