غيب الموت الشيخ غعبد الكريم بن سعود البابطين حيث وافته المنية ليلة الأمس الجمعة 21 مارس 2025. وعلمت كايرو تايمز من مصادر مطلعة أن موعد الصلاة عليه تحدد يوم غداً الأحد ٢٣ رمضان بجامع الراجحي ثم يوارى جثمانه الثرى في مقبرة النسيم.
وعن سيرته كتب الاستاذ عبدالله بن محمد ابابطين في حسابه بتويتر قائلا:
الأخ الغالي عبدالكريم بن سعود البابطين
رجل استثنائي .. قلما يجود الزمان بمثله
حين أكتب عن ابن العم العزيز عبدالكريم بن سعود البابطين (أبوسعود)، أجد نفسي عاجزًا عن الإحاطة بكل ما يحمله من مكارم الأخلاق وسمو النفس، فكيف لقلمي أن يوفي رجلًا وهبه الله قلبًا يسع الجميع، وروحًا تنبض بالخير، ويدًا معطاءة لا تعرف التردد في العطاء؟ فهو فعلا رجل له من إسمه حظ عظيم، كريما في ماله وفي أخلاقه وفي نفسه وفي تعامله، فهو الكريم إبن الأكرمين.
أبوسعود حفظه الله رجل تكسوه هيبة التواضع، يسبقك إلى المودة قبل أن تبادله التحية، ويأسرك بدماثة خلقه قبل أن ينطق بكلمة، هو نموذج لمن تجتمع فيه الصفات النبيلة، فمن كرمه لا تجد بين يديه سائلًا إلا وقد أكرمه، ولا محتاجًا إلا وقد أسعده، وكأنه يتمثل قول الشاعر:
تـــراه إذا مــا جـئـته مـتـهللًا
كأنك تعطيه الذي أنت سائله.
والحديث مع أبوسعود متعة لا يُملّ منها، فكلماته تحمل في طياتها الحكمة، وصوته ينبض بالدفء والصدق، حتى تكاد تقول له: “لا تتوقف، فنحن نصغي بشغف!”
أما محبته لأسرته، فهي ليست مجرد مشاعر، بل أفعال تُترجمها جهوده الدؤوبة وحرصه المستمر على تماسك الأسرة ورفعتها، ولم يكن يوما مجرد فرد من أفراد الأسرة، وإنما كان ما زال وسيظل ركنا من أركانها، وركيزة من ركائزها الأساسية، ودعامة من دعائمها، يسهر على خيرها، يبذل من وقته وماله في سبيلها، ويغرس في أبنائه ذات القيم النبيلة التي يسير عليها.
وأما الخير، فقد أنخذه منهجًا في حياته، وأوقف له جهدًا ومالًا لا يُحصى؛ أسس قسمًا لعلاج أمراض الكلى في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وساهم مع إخوته في إنشاء مستشفى للحروق وجراحة التجميل في الكويت، وبنى جامعًا ومسجدًا في الرياض، وأطلق بعثات دراسية وعلاجية على نفقته الخاصة، وأقام مركزًا تعليميًا خيريًا في جزر القمر ومصر.
ومن كرمه الدائم، أنه ومنذ عقود يودع مبلغًا ثابتًا في حساب صندوق الأسرة، إلى جانب دعمه المستمر لحاجات أفراد العائلة شخصيًا، كما كان له دور في تأسيس قاعة احتفالات خيرية في الرياض، ولم يتوقف عطاؤه عند ذلك، فقد أهدى مكتبته الثمينة التي تحوي آلاف الكتب النادرة، وهي ثمرة سنوات من البحث والترحال، إلى مكتبة البابطين في الكويت، لتكون كنزًا معرفيًا ينتفع به الجميع.
هذا قليل من كثير في سيرة رجل لا يجود الزمن بأمثاله كثيرًا، أسأل الله أن يبارك له في عمره وصحته، وأن يجزل له الأجر والمثوبة، وأن يجعل كل ما قدم في ميزان حسناته.
التعليقات