لم يكن أبو مسلم مثقفاً عادياً في ظفار، كان تنويرياً بمعنى الكلمة بما غرسه من فكر ووعي لدى مجاميع كبيرة من الشباب الظفاري على مدى عقود من الزمن. وبكل تأكيد قلما نجد مثله في هذا الزمان لما كان يمتلكه من جمال الأخلاق الفاضلة والصفات الحسنة النادرة مع وجود همه عالية وعزيمه قوية ورجاحة عقل ودهاء لا يحمله الكثير من الذين هم حولنا.
برحيل فهيم بن مسلم المعشني اليوم تفقد ظفار شخصية لا تعوض في الفكر والأدب والثقافة بكل أصنافها وأنواعها ومراتبها رحم الله الفهيم الذي إذا حاورته استفدت وإذا استمعت إليه استزدت ثقافة وإذا ناظرته تدرك أنك أمام موسوعة بشرية جامعة.
أديبا راجح العقل حكيما ذو منطق محلل لأحداث الأمة ومجتمعه بنظرة ثاقبة ناقدة تلهم مستمعيه إلى درجة الانصات الممتع الذي لا يمل وبلا شك اليوم نفقد ظاهرة أجتماعية لن تتكرر ولما لا فهذه الشخصية بحجم جبال ظفار. شخصية تحظى بدعم جماهيري عند مخاطبة الحضور وتحل السكينة والاشتياق لسماع المفردات التي تنهل من معين الثقافة والحكمة التي كان يمتلكها أبو مسلم.
يجبرك على الاستماع إذا تحدث، لأنك ستجد عنده ما تريد معرفته، وستخجل من معلوماتك عندما تعرف مخزون هذا الرجل الأدبي في شتى المجالات، وسيضيف لك فوق هذا المخزون عشرات السنوات من التجارب التي أوصلته إلى مرحلة التشبع الفكري بالرغم من عدم دراسته في الجامعة.
التعليقات