توفي اليوم الأربعاء الشيخ والخطيب باقر المقدسي عن عمرٍ ناهز 84 عاما، وكان رحمه الله قد بدأ الخطابة الحسينية وهو بعمر 19 سنة، لذا تمتع بشعبية كبيرة في كافة أنحاء العالم الإسلامي وبعد وفاته نقدم لكم ابرز المعلومات عنه تلبية لرغبة الباحثين عن من هو الشيخ باقر الحسيني بالإضافة إلى الكشف عن سبب وفاته كل هذا سنتطرق اليه من خلال السطور القادمة فتابعونا.
من هو الشيخ باقر المقدسي ويكيبيديا
إن الشيخ باقر المقدسي هو خطيب وإمام مسجد عراقي الجنسية ولد بمدينة النجف عام 1939م، والتحق بالحوزة العلمية بالنجف عام 1958 وبقي بعد تخرجه ملازما للدروس في الحوزة ثم هاجر إلى الأهواز عام 1970 بدأ الخطابة وهو في عمر الـ 19 عشر عاما قرأ في البصرة والكويت والبحرين وقطر ومسقط والإمارات ولبنان ولندن ، كما حصل على الدكتوراه في التوعية الإسلامية من الجامعة العالمية الإسلامية في لندن.
السيرة الذاتية باقر المقدسي
هو باقر بن الشيخ محمد علي بن الحاج محمد المقدسي ولد في النجف عام 1939م وتزوج سنة 1966م، وله من الأبناء اثنين ومن البنات خمس، احب العلم منذ صغره لذا حرص على دخول الكتاتيب، وكان أول شيخ درس له هو الشيخ عبد الله التبريزي، واصل دراسته وتعلم القرآن والرياضيات بالكتاتيب، وعندما فتحت المدرسة العلوية بعد الحرب العالمية الثانية، التحق بها وكان من ضمن زملائه في المدرسة، الشيخ محمد مهدي الآصفي، الشيخ باقر المقدسي، الشيخ باقر كان حريصا على حضور الدروس في جامع الترك، وفي الصحن الشريف، وعندما وصل إلى سن البلوغ كان لديه علم بجميع المسائل الشرعية.
وعندما أكمل دراسة العقائد على يد أستاذه الشيخ محمد علي الدخيل وصل إلى مفترق طرق، فأما أن يكمل طريق الدروس (الطريق الحوزوي)، أو أن يسلك طريق الخطابة، وبعد استشارته لأستاذه الذي كان يعرف ما لديه من قدرة على الحفظ والصوت الجميل أشار عليّه بطريق الخطابة (طريق الحسين عليه السلام)، لأن قدراته في هذا المجال كانت فائقة ومميزه.
الشيخ باقر المقدسي تأثر كثيراً بخطابات السيد جواد شبر وكان دائما ما يسمع اليه إذ كان مجلسه عامراً حيث حرص الخطيب المقدسي على حفظ مجلسه كاملاً وكان يردده بينه وبين نفسه في أوقات فراغه.
بعد ذلك بدأ قراءة المقدمة للخطيب الشيخ محمد علي، وكان لأستاذه الشيخ عبد الوهاب الكاشي، الفضل في اتجاهه الصحيح، إذ كان دائما ما ينصحه بعدم الخروج من النجف وعدم القراءة في المحافظات، لأنه حسب رأيه أنه إذا اشتهر الخطيب في النجف فإنه سيعرف في العالم الإسلامي.
شهرة الشيخ باقر المقدسي في الدعاء
بعد توجيه الدعوة له من السيد موسى الصدر للقراءة في لبنان، ذهب الشيخ باقر المقدسي هناك وقرأ في مدينة صور وكانت أيام شهر رمضان وكان يقرا في (نادي الصادق)، وهو النادي الذي يحضره الكثير من الناس، فأخبر السيد موسى الصدر، يا حبذا لو نقرأ الدعاء بعد قراءة المجلس، لما له الأثر خصوصا ونحن في شهر رمضان، فوافق على ذلك، وبدأ الشيخ المقدسي في قراءة كل ليلة أدعية شهر رمضان، ثم قراءة دعاء كميل في ليالي الجمع، ودعاء أبو حمزة الثمالي في ليالي القدر، ودعاء الجوشن، وهكذا فبداً الدعاء ينتشر، وكان له صدى رائعاً عند الناس، وعندما هاجر من العراق في بداية السبعينات، وذهب إلى الأهواز، وبدأ العمل في إذاعة الأهواز مع الدكتور حسين جوبين، كانوا يقومان بإذاعة هذه الأدعية، حيث كان لها الأثر الكبير في نفوس المسلمين السنة والشيعة وكانت تصلنا رسائل من مختلف العالم الإسلامي على إعجابهم بهذه الأدعية التي تدعو إلى توحيد الله تعالى وتنزيهه وهذا هو هدف الأئمة عليهم السلام.
مشوار الشيخ باقر المقدسي خارج العراق
قرأ الشيخ باقر المقدسي في بلدان كثيرة مثل، دول الخليج العربي، ولبنان وسوريا وبريطانيا والسويد وغيرها، وكان تفاعل الجمهور معه كبيراً لأنه وفي حقيقة الأمر خدمهم بكل صدق، ولكن الحقيقة هو أنَّ الجمهور العراقي جمهور واعٍ ومثقف وعندهم براءة حب الحسين وأهل بيته عليهم السلام فتراهم يتأثرون ويبكون بحرقة ولوعة.
الدراسة الأكاديمية لسماحة الشيخ المقدسي
وبالرغم من انشغاله بالخطابة لم يترك الدراسة الأكاديمية، وبعد نجاحه في الإعدادية تم قبوله في كلية الفقه عام 1960م، وتخرج منها عام 1964م، ومن جملة أستاذته د. صالح الشماع في الفلسفة و د.حاتم الكعبي في علم الاجتماع ود. عبد الرزاق محي الدين في الأدب العربي.
وبعد تهجيره من العراق عام 1970م، كان انشغاله كبيرا وتنقله كثيرا وبعد استقراره في مدبنة قم، قرر إكمال الدراسة من أجل تطوير قدراته وذلك لحبه في العلم وبالفعل، حصل على شهادة الماجستير من باكستان في مدينة إسلام آباد، ولم يكتفي بذلك حيث ذهب الخطيب المقدسي إلى لندن وقرر الدخول في الجامعة الإسلامية وكان فيها الدكتور محمد علي الشهرستاني، الذي سهل عيه الكثير من الأمور وقدم أطروحته الموسومة (دور المنبر الحسيني في التوعية الإسلامية) وبفضل الله وتوفيقه حصل على شهادة الدكتوراه بعد مناقشة طويلة من قبل الأساتذة المناقشين لرسالته.
سبب وفاة الشيخ باقر المقدسي
توفي صباح اليوم الأربعاء الموافق الخامس من يوليو الشيخ باقر المقدسي عن عمر ناهز الـ84 عام وكانت وفاته نتيجة صراعه مع المرض غفر الله له وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
التعليقات