ذات نوبة وأنا أقلب صفحات الفيس وجدت صديقا لي لم نلتق سويا منذ عشرون سنة، عندما خاطبته تجاهلني ولم يعرفني،
لحظتها استعدت لحظات سعيدة وحزينة عشناها معا، كنا نتقاسم الغطاء في ليالي الشتاء القارص، كم تقاسمنا لفافات التبغ وبقايا الخبز المقدد، كنا ترتدي نفس القميص المشترك بينا بالتناوب، لكن عندما تأتي مصاريف الشهر من ولدي ؛ نكون أول الجالسين عند حاتي المدينة، كم عددنا معاركنا وهزائمنا مع تلك المدينة اللعوب، التي تحضنا لحظات وتبهرنا بسحرها وجمالها الطاغي وتلفظنا شهور وهي فاتحة ذراعيها الآخرين، لكنه هاهو ينكر كل هذا التاريخ، حزنت جدا كيف له أن يمحو عمرا كاملا ويحذف سنوات البراءة والشقاء بكل هذه البساطة، ولما لا قد سقطت الأحلام أسفل قدميه حينما صعد إلى تلك الطائرة، يبدو لحظتها أنه جدد وحدد اتجاه جديد لبوصلته، لكن رغم ذلك كان داخلي شيء من الحنين يكسر قفصي الصدري ، كان هذا الشيء يريد أن يستحضر ما فات، حتى أنه دفعني أن أقول له من سلفك ثمن استخراج جواز السفر ومصاريف تذاكر السفر ، لحظتها ابتسم وتلعثم لسانه مدعيا إصابته بضعف الذاكرة ، لحظتها حزنت كثيرا عليه، وترحمت على أيام خلت، لكنه لم يهملني كثيرا ؛ قد كان صدر لي الحظر
التعليقات