المشهد الان في سوريا في ظل التحولات الدراماتيكية التي شهدتها سوريا خلال السنوات الأخيرة، باتت المنطقة تشهد صراعًا متعدد الأطراف يزداد تعقيدًا مع مرور الوقت. من بين أبرز هذه التحولات، يبرز “النفير العام” في سوريا الذي يعكس تصاعد وتيرة الانقسامات المسلحة داخل البلد، خاصة بعد تزايد المواجهات بين قوات “هيئة تحرير الشام” (التي يقودها أبو محمد الجولاني) وفلول النظام السوري، بالإضافة إلى تنظيمات أخرى تعمل على تقويض الاستقرار. هذا الصراع ليس مجرد معركة على الأرض فحسب، بل هو أيضًا صراع أيديولوجي وجيوسياسي يعكس تحولًا كبيرًا في بنية الصراع السوري.
المشهد الان في سوريا
“المشهد الان في سوريا” في سوريا يمكن أن يُفهم على أنه حالة من الاستنفار العسكري والقتالي في كافة أنحاء البلاد، بسبب التصعيد الكبير في المعارك بين مختلف القوى العسكرية، وخاصة تلك التي ترتبط بشكل غير مباشر بالنظام السوري، وبين الجماعات التي عارضت هذا النظام. فالنفير العام يترجم بشكل مباشر إلى عمليات تعبئة واسعة في مختلف الجبهات السورية، ويهدف إلى تقوية الجماعات المناهضة للنظام السوري، بالإضافة إلى توجيه ضربة قاسية لقوات الأسد وحلفائه.
النظام السوري الجديد يسيطر على الوضع
في الوقت الذي يسعى فيه النظام السوري إلى استعادة السيطرة الكاملة على كافة الأراضي السورية، تعمل قوات الجولاني، بقيادة “هيئة تحرير الشام”، على الحفاظ على سيطرتها في مناطق الشمال الغربي، خاصة في إدلب، وهو ما يشكل تهديدًا دائمًا للمصالح الروسية والإيرانية في سوريا، والتي تدعم النظام.
الهيمنة العسكرية لجبهة النصرة وتدخلات الجولاني.
سوريا تحت قيادة الجولاني
منذ عام 2017، وعقب تحول “جبهة النصرة” إلى “هيئة تحرير الشام” تحت قيادة أبو محمد الجولاني، بدأت هذه الهيئة في بناء قوة عسكرية وتنظيمية هائلة، لدرجة أنها أصبحت اليوم من أقوى الفصائل المسلحة في شمال سوريا. على الرغم من أنها كانت تُعتبر في البداية جزءًا من المجموعات المتشددة المرتبطة بالقاعدة، إلا أن الجولاني، وبفضل مواقفه المتقلبة، قد سعى لتغيير صورة هذه الجماعة لتصبح أكثر قدرة على التفاوض مع القوى الإقليمية والدولية.
تستمر “هيئة تحرير الشام” في فرض سيطرتها على مساحات واسعة من الشمال السوري، مع محافظة الجولاني على شبكة من التحالفات المحلية والدولية، بما في ذلك التعاون غير المباشر مع القوات التركية التي تسيطر على مناطق معينة. ولكن مع تحسن أوضاعها العسكرية، تواجه الهيئة تهديدات مباشرة من فلول قوات النظام السوري، التي تسعى لاستعادة هذه المناطق الاستراتيجية.
فلول الأسد: المقاومة أو الانهيار؟
بعد سنوات من الحرب الأهلية الطاحنة، ظهرت “فلول الأسد” كأحد أطراف النزاع التي لا تزال تشكل خطرًا على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. هذه الفلول تشمل عناصر من الجيش السوري السابق، بالإضافة إلى جماعات مدعومة من إيران وروسيا، والذين ينشطون في محاولة لاستعادة السيطرة على الأراضي السورية التي فقدها النظام في مرحلة ما بعد 2011.
على الرغم من الدعم العسكري الكبير الذي تلقاه النظام السوري من روسيا وإيران، إلا أن قوات الأسد تعاني من تراجع واضح في قدرتها القتالية، بسبب الانقسامات الداخلية، وضعف التجهيزات العسكرية، وفقدان الثقة في القيادة المركزية. هذا الأمر أدى إلى زيادة نشاط المجموعات العسكرية الموالية للنظام بشكل غير مباشر، سواء في محاولات لتهديد مناطق الجولاني أو في صراعات مع الجماعات المسلحة الأخرى.
المواجهة القادمة: الصراع على النفوذ.
تأييد شعبي للقيادة الجديدة تحسم المشهد الان في سوريا
في هذا السياق، يتنبأ الخبراء بأن الفترة القادمة ستشهد مزيدًا من التصعيد في الشمال السوري، حيث ستتسارع المناورات العسكرية والاشتباكات بين قوات الجولاني وفلول الأسد. وتعد المناطق الواقعة بين إدلب وريف حلب شمال غرب سوريا نقطة ساخنة للمواجهة، حيث تزدحم هذه المناطق بالقوى المتصارعة على الأرض.
من جانبها، تحاول “هيئة تحرير الشام” فرض سيطرتها الكاملة على هذه المناطق الحيوية، ما يخلق توترًا متزايدًا مع النظام السوري الذي يسعى للعودة إلى هذه المناطق عبر تعزيز فلوله العسكرية. وبينما تحاول بعض الأطراف الدولية التوسط بين هذه الجماعات، يبقى الوضع في سوريا معقدًا ويصعب التنبؤ بتطوراته.
محاولة تحسين المشهد الان في سوريا
المشهد الان في سوريا ليس مجرد اشتباك عسكري عابر، بل هو جزء من صراع طويل ومعقد يساهم في إعادة تشكيل القوى السياسية والعسكرية في المنطقة. الحروب بين قوات الجولاني وفلول الأسد تشكل فصلاً من هذا الصراع، حيث يتداخل فيه العنف العسكري مع التفاعلات الإقليمية والدولية. في الوقت الذي تزداد فيه الخلافات الداخلية وتضعف فيها الجبهات النظامية، تبرز “هيئة تحرير الشام” كقوة محورية تتحدى النظام وحلفاءه، مما يجعل هذا الصراع مفتوحًا على المزيد من التحولات الدراماتيكية في المستقبل القريب.
فد يهمك أيضا:
وصول الفنان جمال سلامة الي سوريا والجمهور حملوه على الاعناق في المطار
التعليقات