سبحان الله من جمعنا على الألفة والمحبة ، هو من دبر أمر تواصلنا ، وقربنا لنصبح أصدقاء وأخوة.
أعلم تماماً أن الفيس بوك يعد من أقوى الملتقيات الاجتماعية الافتراضية ، نحن نعتبره منارة أدبية وثقافية وفنية ، نرتقي من خلاله إذا أحسنا التعامل معه ، بسمو وصفاء النفس والروح. وهذه غاية قد لا تتوافق مع رأي الكثير ، الذي يسعى فقط إلى اللهو والعبث وقتل وقت الفراغ.
لقد عرف الواقع الأدبي والثقافي والفني ، بالعديد من الأدباء والفنانين ، وساحصر كلامي في هذا الصدد ، على فنان مصري تفوق بجدارة على اختيار كلماته وحداثة ألحانه ، والتي عشقها قلوب المصريين ، هو الفنان السيد درويش البحر ، الذي استطاع أن يقوم بتحديث وتجديد الموسيقى في مصر والبلاد العربية ، هو باعث النهضة الموسيقية في زمنه ، وأطلق عليه في مصر بفنان الشعب وخادم الموسيقى ، وكان ذلك إبان الاحتلال البريطاني على مصر ، وسافر في رحلة إلى الشام لمدة عامين ، وقام بالتلحين لأكبر الفرق المسرحية حينذاك.. نجيب الريحاني ، جورج أبيض ، علي الكسار ، وتغنى بألحانه نشيد.. (قوم يا مصري) في أيام ثورة ١٩١٩ م.
ونحن في هذا الصدد لا نتطرق بصفة العموم أو الخصوص، على سيرة الفنان السيد درويش، ولكن نرغب في عقد موضوع توأمة من حيث السباق في تحديث الألحان والنهضة الموسيقية ، وهما .. السيد درويش البحر ، و نوار أحمد ، كلاهما قد امتازا بهذا السباق والتحديث والنهضة.
منذ أن عرفت الفنان نوار أحمد وانا أعشق كل أعماله التي تعد من روائع الأغاني في ألحانها وكلماتها ، وهي على خلاف ما يجري في الحياة الفنية في الوطن العربي ، وهو قادر على إيجاد التنوع الواضح في اختيار كلمات وألحان أغانيه ، كما أنه يرغب دائما في تقديم ما أسميه بالمدهش والعجيب والحسن ، وأن التوزيع الموسيقي لديه يعد من الطفرات الرائدة ، بحداثتها ، ولا نغفل أيضا على ميزة التطريب الجميل له ، والذي يميزه وينفرد به عن الآخرين.
كما أن نوار أحمد يتميز بالشجاعة الأدبية والفنية ، لتقديم هذا اللون المعارض لكل سوالب الحياة والناقد لها والساخر منها ، ويؤديها في تابلوهات فنية رائعة ، تكشف عن هموم الناس وآلامهم وأوجاعهم وتعثرهم في إيجاد لقمة عيش كريمة لهم.
نوار أحمد.. يبحث دائما عما وراء العادي والغير مألوف ، ولا يركن إلى اجترار الألحان ممن سبقوه ، وأراه خصب الإحساس والمشاعر ، يأتي بمن لم يأت به من سبقه ، وهذا في حد ذاته هو الإبداع الفني.
—
الكاتب الصحفي والشاعر
نبيل مصيلحي
١٣ من نوفمبر ٢٠٢٤ م
التعليقات