التخطي إلى المحتوى
الزهراء.. قصيدة للشاعر الدكتور.. البيومي محمد عوض
الزهراء.. قصيدة للشاعر الدكتور.. البيومي محمد عوض
مِنْ أَيِّ فِرْدَوْسٍ طَلَعْتِ بَهَاءَ؟ فَمَلَأْتِ نُورَ العَاشِقِينَ رُوَاءَ
كَمْ فِي انْتِظَارِكِ جَلْجَلَتْ أَرْوَاحُنَا! يَا عَرْشَ مَاءِ اللهِ! هُزَّ المَاءَ
أَللهَ! يَا مَنْ لَيْسَ يُشْبِهُ ضَوْءَهَا إِلَّا سَنَابِلُهَا الْتَفِيضُ ضِيَاءَ
حُورِيَّةٌ مِنْ خَلْقِ رَبِّكَ يَا هَوَى! تَرْنُو فَيَرْتَعِشُ المَدَى إِصْغَاءَ
وَيَسِيلُ وَادِي الكِبْرِيَاءِ بِذِكْرِهَا عُبْدَانَ عِشْقٍ خَاشِعٍ وَإِمَاءَ
يَا عُصْبَةَ العُشَّاقِ! يَا جَبَلَ الرُّؤَى! يَا مَاءَ يَاقُوتٍ يَشِفُّ صَفَاءَ
لَا تَسْأَلُونِيَ عَنْ أَهِلَّةِ ذَاتِهَا! عَزَّتْ أَهِلَّةُ ذَاتِهَا لَأْلَاءَ
فَأَنَا وَإِنْ جَرَّأْتُ فِيهَا رِيشَتِي؛ بِالكَادِ أَرْسُمُ حِلْيَةً وَرِدَاءَ
بِالْكَادِ كَالعُصْفُورِ أَحْمِلُ قَطْرَةً مِنْ بَحْرِ طِيبٍ يَسْتَفِيضُ شَذَاءَ
أَتُصَوِّرُ الفِرْدَوْسَ رِيشَةُ آثِمٍ؟! أَكُسَاحُ حَرْفٍ يَقْنِصُ العَلْيَاءَ؟
سَأَفِيضُ بِالخَرَسِ الجَمِيلِ أَمَامَهَا حَتَّى تَحُلَّ بَلَاغَتِي الخَرْسَاءَ!
**
يَا بِنْتَ خَيْرِ النَّاسِ إِنِّيَ مُغْرَمٌ بِالحُسْنِ زَمْزَمَ فِي الهَوَى سَيْنَاءَ
بِكِ مِنْكِ! فِيكِ إِلَيْكِ! سَارَ تَوَلُّهِي! فَتَدَلَّلِي مَا شِئْتِ! لَسْتُ رِيَاءَ
أَنَا عَبْدُ عَبْدِكِ يَا مَنَازِلَ فَرْحَتِي! أَذْلَلْتُ فِيكِ قَصِيدَتِي العَصْمَاءَ
وَشَرُفْتُ أَنْ أَمْشِي بِوَسْمِكِ فِي الوَرَى! مَا أَعْذَبَ السِّيمَاءَ وَالإِيمَاءَ
كُلِّي لِمَوْلَاتِي فِدىً! أَنَا مِلْكُهَا! وَهِيَ الكَرِيمَةُ لَمْسَةً وَنِدَاءَ
وَهِيَ الَّتِي إِنْ دَارَ ذِكْرُ جَمَالِهَا فِي حَانَةٍ؛ سَجَدَ الشَّرَابُ حَيَاءَ
وَهِيَ الَّتِي إِنْ أُلْقِيَتْ فِي النَّارِ؛ زَنْبَقَ نُورُهَا قيِعَانَهَا الشَّوْهَاءَ
وَهِيَ الَّتِي إِنْ وَشْوَشَتْ حَجَراً؛ تَشَهَّدَ بِالمَحَبَّةِ مُثْقَلاً أَنْدَاءَ
وَهِيَ الَّتِي آهَاتُهَا رَحَمَاتُهَا طَرَّاحَةً أَنْوَارَهَا الغَيْدَاءَ
وَهِيَ الَّتِي كُلُّ القُلُوبِ لَهَا تُطَأْطِئُ نَبْضَهَا شَغَفاً يَمُوجُ وَلَاءَ
وَهِيَ الَّتِي فِي خَلْوَةِ الإِشْرَاقِ نَخْلَتُهَا وَإِنْ دَوَّى المَدَى ضَوْضَاءَ
وَهِيَ الَّتِي البُشْرَى أَسَاوِرُ زَنْدِهَا! تُومِي فَيَرْبُو الأَوْلِيَا بُشَرَاءَ
وَهِيَ الَّتِي الجَنَّاتُ سَكْبَةُ مَائِهَا! تَرْبُو عَلَى أَبَدِ الجَمَالِ رِبَاءَ
وَهِيَ الَّتِي سَرَّاءَ تَمْشِي فِي زِحَامِ الكَرْبِ تَكْشُطُ نَارَهُ الهَوْجَاءَ
وَهِيَ الَّتِي إِنْ بَاسَمَتْ قَمَراً؛ تَرَنَّحَ سَكْرَةً، شَقَّ الجُيُوبَ غِنَاءَ
وَهِيَ الَّتِي جِبْرُيلُ يَلْمِسُ ذَيْلَهَا؛ لِتَزِيدَ أَلْوِيَةُ الجَمَالِ لِوَاءَ
وَهِيَ الَّتِي اللهُ العَظِيمُ وَلِيُّهَا السُّبْحَانُ! أَنْشَأَ نُورَهَا إِنْشَاءَ
فَبِأَيِّ آلَاءِ البَتُولِ يُكَذِّبُ الهَلْكَى؟! أَلَا لُعِنُوا صَبَاحَ مَسَاءَ!
**
يَا أَهْلَ وُدِّيَ! يَا طُيُورَ العَرْشِ! طِيبُوا بِالجَمِيلَةِ جَنَّةً حَسْنَاءَ
تَتَنَزَّهُ الأَسْرَارُ فِي أَنْفَاسِهَا! وَتَمُوجُ فِي أَعْطَافِهَا صَهْبَاءَ
تَدْرُونَ مَنْ تَهْوَوْنَ يَا خُبَرَا الهَوَى؟! شَمْسُ المَسَرَّةِ أَشْرَقَتْ رَغْدَاءَ
مَنْ طَهَّرَتْ بِنَسِيمِهَا رُوحَ السَّنَا! مَنْ حَيَّرَتْ بِسَنَائِهَا الشُّعَرَاءَ
رُوحُ الهُدَى! سِفْرُ الضُّحَى! سُبُّوحَةٌ! رِبِّيَّةُ الرُّؤْيَا! تَفُوحُ إِبَاءَ
أَنْقَى مِنَ النُّورِ الطَّهُورِ فُؤَادُهَا! عَرْشِيَّةٌ! لَا تَعْرِفُ البَغْضَاءَ
فَجَمِيعُهَا حُبٌّ!! كَأَنْ قَدْ فُصِّلَتْ مِنْ وَرْدِهِ مَعْطُورَةً أَعْضَاءَ
وَجَمِيعُهَا سِرٌّ!! كَأَنَّ اللهَ أَنْبَتَهَا لِتَكْتَمِلَ السَّمَاءُ بِنَاءَ!
يَا أَيُّهَا الرَّائِي ضَلَلْتَ! فَمَا رَأَيْتَ وَإِنْ رَأَيْتَ! اسْتَغْفِرِ الأَشْذَاءَ
هِيَ لَا تُرَى بِالْعَيْنِ! بَلْ بِعَطَائِهَا! فَإِذَا رَأَيْتَ فَقَدْ رَأَيْتَ عَطَاءَ
هِيَ زَمْزَمُ الإِيمَانِ! ضِحْكَةُ كَعْبَةِ الإِحْسَانِ! أَجْنِحَةٌ تَسِيلُ سَنَاءَ
طَيَّارَةٌ فِي جَنَّةِ الأَسْرَارِ نُوراً مُفْرَداً عَذْباً يَفِيضُ نَقَاءَ
يَا أَيُّهَا الرَّائِي الخَوَارِقُ جَمَّةٌ! تَتَبَتَّلُ الدُّنْيَا هُنَا إِطْرَاءَ
قُمْ وَانْدَهِ المَلَكُوتَ يَكْتُبْ مَا يَرَى! مَا إِنْ يَرَى إِلَّا الجَلَالَ أَضَاءَ
مَا إِنْ يَرَى الأَفْلَاكَ إِلَّا سُجَّداً فِي بَابِهَا تَسْتَرْزِقُ السَّمْحَاءَ
وَتَثُورُ كَالنَّمِرِ الغَضُوبِ إِذَا اشْتَكَتْ أَوْ خَضَّبَتْ بِأَنِينِهَا الآنَاءَ
وَتَمُرُّ تَسْأَلُ غَيْمَةٌ مَحْرُورَةٌ؛ فَتُنِيلُهَا مِنْ وَجْهِهَا أَفْيَاءَ
وَتَرَى مَلَائِكَةَ السَّمَا خُدَّامَهَا! وَتَرَى المَلَا الأَعْلَى يَضِجُّ ثَنَاءَ!
**
أُنْثَى مِنَ الضَّوْءِ الرَّحِيمِ! حَمَامُهَا فَوْقَ القِبَابِ يُسَامِحُ الإِيذَاءَ
وَيَدُورُ أَسْرَاباً مُلَوَّنَةً تُفَتِّحُ فِي هَوَاءِ الغَاشِيَاتِ هَوَاءَ
أُنْثَى تَمَرْيَمَتِ الصَّلَاةُ بِهَا! تَسَابَقَ فِي هَوَاهَا العَاشِقُونَ فَنَاءَ
أُنْثَى لِبَدْءِ العَارِفِينَ تَهَجَّدُوا بِالشَّوْقِ أَفْئِدَةً تَمِيدُ دُعَاءَ
أُنْثَى يَغِيبُ الكَوْنُ طَيَّ ظُهُورِهَا! أَلِفاً تُلَاطِفُ فِي الوِصَالِ اليَاءَ
أُنْثَى تُجَدِّدُ عَهْدَ يَوْمِ (أَلَسْتُ؟)! تُسْرِجُ رُوحَهَا فِي الدَّاجِيَاتِ ذُكَاءَ!
**
يَا كُلَّ رُوحٍ فِي العَرَاءِ! هَلُمَّ لِي! لَكُمُو أَنَا! أُنْشُودَةً وَغِطَاءَ
يَا كُلَّ طِفْلٍ! طِفْلَةٍ! فِي العَالَمِينَ! تَفَطَّرُوا مِنْ جُوعِهِمْ أَحْنَاءَ
رُوحِي لَكُمْ قَمْحٌ! كُلُوهُ عَلَى الهَنَا! إِنِّي أَفِيضُ عَلَى الحَيَاةِ هَنَاءَ
مَبْرُورَةٌ طَوَتِ السَّمَاءَ بِكَفِّهَا! وَتَدَثَّرَتْ بِالحُسْنَيَاتِ فِرَاءَ
وَتَدُورُ فِي الأَبَدِ البَعِيدِ مَجَرَّةً مِنْ زَعْفَرَانَ نَدِيَّةً حَمْرَاءَ
وَبِرَغْمِ هَذَا شَقَّقَتْ آهَاتُهَا كَبِدَ النُّجُومِ فَمَا تَجِفُّ بُكَاءَ
حَمَلَتْ أَسَى الدُّنْيَا عَلَى أَكْتَافِهَا! وَتَبَسَّمَتْ رُؤْيَا تَفُورُ دِمَاءَ
أَوَلَيْسَ قَدْ شَاءَ الجَمَالُ؟! فَمَرْحَباً!! أَنَا لَا أَشَا إِلَّا الَّذِي قَدْ شَاءَ!
**
أَنَا يَا أَبَا الحَسَنِ اشْتَرَيْتُ كَمَا اشْتَرَيْتَ! لَقَدْ رَأَى فِينَا الكَمَالُ كِفَاءَ
نُورِي وَنُورُكَ سِدْرَتَا نَارٍ تَعَانَقَتَا؛ فَأَتْرَعَتَا الرُّبَا نَعْمَاءَ
نَارِي وَنَارُكَ سِدْرَتَا نُورٍ تَوَحَّدَتَا؛ فَأَشْبَعَتَا النَّهَارَ عَمَاءَ
الكُلُّ فِينَا حَائِرٌ! مَا ذَاهِلَانِ تَنَهَّدَا فَتَفَجَّرَا حُكَمَاءَ؟
مَا أَنْتَ؟ مَا أَنَا؟ مَا السَّمَا تَعْتَادُنَا زَوْراً فَنُطْعِمَ أَهْلَهَا كُرَمَاءَ؟
أَنَا يَا أَبَا الحَسَنِ انْذَبَحْتُ كَمَا انْذَبَحْتَ! لَقَدْ رَأَى فِينَا الجَلَالُ وِعَاءَ!
**
حَسَنَ الهُدَى! يَا بَرُّ! يَا كَبِداً مُقَطَّعَةً أُرِيتُ نُجُومَهَا أَشْلَاءَ
عَيْنِي عَلَيْكَ! وَأَنْتَ تَلْفِظُهَا دَماً جَرَتِ السُّمُومُ بِجَنَّتَيْهِ بِطَاءَ
عَيْنِي عَلَيْكَ! وَأَنْتَ لَا أُمٌّ هُنَالِكَ أَوْ أَبٌ يَتَفَجَّرَانِ دَوَاءَ
عَيْنِي عَلَيْكَ! وَأَنْتَ عَيْنُ المُصْطَفَى المُخْتَارِ سَيِّدِ مَنْ غَدَا أَوْ جَاءَ
عَيْنِي عَلَيْكَ! أَهَؤُلَاءِ مُحَمَّداً حَفِظُوا لَهُ الأَسْبَاطَ وَالأَبْنَاءَ؟!
**
أَوَّاهُ! لَوْ أَنِّي بِلَا عَيْنٍ! بِلَا قَلْبٍ! بِلَا..! لَكِنْ رَهُفْتُ جَلَاءَ
مَا أَثْقَلَ الأَنْوَارَ يَا أَبَتِي! عَلَى كَتِفِي حَمَلْتُ جِبَالَهَا السَّوْدَاءَ
مَا أَعْجَبَ الأَقْدَارَ يَا أُمِّي! لِمَاذَا فِي الجَمَالِ أُعَالِجُ الأَرْزَاءَ؟
أَوَكُلَّمَا قَمَرٌ تَفَتَّحَ فِي المَدَى؛ شَنُّوا عَلَيْهِ الغَارَةَ الشَّعْوَاءَ؟!
**
صُمْ يَا حُسَيْنُ! فَلَا لِتَكْظِمَ شَهْوَةً! شَهَوَاتُنَا أَنْ نَسْتَمِيتَ رِعَاءَ
صُمْ يَا حُسَيْنُ! غَداً تُذَادُ عَنِ الوُرُودِ! وَأَنْتَ مَاءُ اللهِ! هَبَّ وِجَاءَ
سَيَكُونُ أَنْ تُحْتَزَّ رَأْساً طَاهِراً!! وَيَكُونُ أَنْ تُسْبَى الشُّمُوسُ بَهَاءَ
وَيَكُونُ أَنْ تَبْكِي السَّمَاءُ عَلَيْكَ يَا وَلَدِي! وَيَبْكِي المُرْسَلُونَ سَوَاءَ
صُمْ يَا حَبِيبِيَ! عَوِّدِ الرُّوحَ الظَّمَا! مِنْ قَبْلُ مَاتَ الأَنْبِيَاءُ ظِمَاءَ
أَوَّاهُ يَا سِتْرَ الغُيُوبِ المُرَّ! مَنْ مِثْلِي تَسِيرُ لُيُوثُهَا شُهَدَاءَ؟!
**
لُمِّي أَدِيمَ النُّورِ زَيْنَبُ! إِنَّهُ مَضَغَتْهُ ذُؤْبَانُ الغِوَى اسْتِهْزَاءَ
لُمِّيهِ يَا ابْنَةَ رُوحِيَ الوَلْهَى عَلَى أَقْمَارِ طُهْرٍ تُسْتَبَاحُ نَزَاءَ
يَا خَيْرَ مَنْ عَلَتِ الكَوَاهِلَ مِنْ شُمُوسِ اللهِ! هُبِّي لِلصَّرِيعِ حِوَاءَ
الآنَ يَبْكِي النُّورُ آدَمَ نُورِهِ! أَلآنَ يَبْكِي أُمَّهُ حَوَّاءَ
لُمِّيهِ وَاسْتَوْصِي بِهِ شَمًّا لِأَنْوَارٍ أَذَلَّتْ طُغْمَةً حَمْقَاءَ
لُمِّيهِ وَاسْتَوْصِي بِهِ لَثْماً لِنَحْرٍ كَاللُّجَيْنِ يُثَقِّفُ الأَضْوَاءَ
لُمِّيهِ وَاسْتَوْصِي بِهِ ضَمّاً أُمُومَتُهُ تَفِيضُ صَبَابَةً فَيْحَاءَ
لُمِّيهِ وَاسْتَوْصِي بِهِ وَجْداً يُكَفِّنُ (فِي الخَيَالِ) دِمَاءَهُ الزَّهْرَاءَ
سَيُحَالُ بَيْنَكِ يَا حَنُونُ وَبَيْنَهُ! سَيُمَارِسُونَ الخِسَّةَ النَّكْرَاءَ
سَجْناً لِعَرْفِ الطِّيبِ! يَا لَغَبَائِهِمْ! إِنَّ الطُّغَاةَ مُضَفَّرُونَ غَبَاءَ
سَيُضِيءُ فِي كُلِّ البُيُوتِ الطِّيبُ! يَا أُخْتَ الحُسَيْنِ! وَرُوحَهُ الشَّمَّاءَ
سَيُضِيءُ يَا ابْنَةَ دَمْعَتِي! فَاسْتَمْسِكِي بِي! يَوْمَ يَنْزُو السَّافِلُونَ عُوَاءَ!
**
الطِّيبُ مَحَّاءُ القَذَى! وَأَنَا الَّتِي كُلِّي طُيُوبٌ هَالَةً وَفَضَاءَ
أَنَا دَوْلَةُ القُرْبَانِ! عَاصِمَةُ الفِدَا! أَنَا فِي مَحَبَّتِهِ ازْدَحَمْتُ بَلَاءَ!
**
بَحْرٌ مِنَ الأَسْرَارِ أَشْرَقَ بَيْنَنَا! مَا كُلُّ سِرٍّ يُسْتَبَاحُ سَمَاءَ
بَحْرٌ ثَقِيلُ الوَطْءِ حَامِلُهُ فَنَا! مَا عَادَ إِلَّا اللهُ! عَزَّ بَقَاءَ
مَا عَادَ إِلَّا النُّورُ! طَلْقاً! طَائِراً فِي مُنْتَهَى الحُسْنَى! يَمُورُ ثَرَاءَ
مَا عَادَ إِلَّا النَّارُ تَأْكُلُنِي طُوَى! لِيَصِيدَ مُوسَى الضِّحْكَةَ الخَضْرَاءَ
وَيَمُرَّ نُوحٌ فِي البِلَادِ مُكَرَّماً! وَيَفُكَّ عِيسَى العُقْدَةَ العَسْرَاءَ
وَيَطُوفَ إِبْرَاهِيمُ حَوْلَ البَيْتِ سَرَّاءً تُمَوِّجُ طَيَّهَا سَرَّاءَ
مَا عَادَ إِلَّا النَّارُ تَأْكُلُ جَبْهَتِي! لِأَطِيرَ فِي جَبَلَ الرُّؤَى وَرْقَاءَ
وَتُدَنْدِنَ الأَزْهَارُ بِاسْمِيَ فِي الرُّبَا شَغَفاً! وَيَرْبُو الجُلَّنَارُ غِنَاءَ!
**
يَا فَالِقاً قَلْبَ الجَمِيلَةِ دَاوِنِي! إِلْمَسْهُ حُبًّا كَيْ أُضِيءَ عَزَاءَ
أَنَا لَيْسَ لِي مَا لِلْجَمِيلَةِ! لَيْسَ لِي! أَنَا مَنْ تَحَنَّفَ فِي الحَنِينِ رَجَاءَ
الآنَ أَرْسُمُ بِالقَصِيدَةِ عَرْفَهَا! أَشَمَمْتَ أَعْرَفَ؟! أَخْرِسِ العُرَفَاءَ
كَفٌّ عَلَى وَلَدٍ! وَأُخْرَى لِلرَّحَى! وَشِفَاهُ وَرْدٍ تَحْضِنُ الإِسْرَاءَ
يَا وَرْدَةَ المَلَكُوتِ رَفْرَفَ دَمْعُهَا! وَتَسَرْبَلَتْ بِالمُعْصِرَاتِ وَفَاءَ
سُبْحَانَ مَنْ سَوَّاكِ لُؤْلُؤَةَ الرِّضَا! وَعَلَى جَمَالِكِ مِنْ بَهَاهُ أَفَاءَ
رُوحِي فِدَاكِ أَيَا بَتُــولُ صَبَـابَةً! فَتَذَكَّرِينِيَ فِي الغَـرَامِ فِدَاءَ
وَلْيُدْنِنِي مِنْهُ الجَمَالُ المُجْتَبَى! عَطْفاً عَلَيَّ! أَنَا الوَهِيجُ ذَمَاءَ
أَنَا حَامِلُ الأَوْجَاعِ فِيكِ عَلَى البَشَاشَةِ وَالرِّضَا! فَعِدِي الوَجِيعَ لِقَاءَ
أَنَا مِنْ سُيُوفِ اللهِ! إِنْ كَرْبٌ عَرَا نُورَ الصَّبَاحِ! فَبِي اذْبَحِي الظَّلْمَاءَ
وَإِذَا مَرَرْتِ عَلَى الصِّرَاطِ؛ فَدَنْدِنِي بِقَصِيدَتِي! وَلْتُزْهِرِي شُفَعَاءَ!!

التعليقات

اترك تعليقاً